إن المهتمين بصحة الناس ينصحون بعدم الإسراف في الإنجاب. حيث إن بتكرار الحمل والولادات وعلى فترات قصيرة وفي سن مبكرة لها مضارها وخطورتها على صحة الأم والطفل. وفيما يلي أهم هذه المضار.
عدد وفيات الأمهات بسبب الحمل أو الولادة أو النفاس
وترتفع هذه المعادلات في الدول النامية كثيرا عنها في الدول المتقدمة. ووجد أن معدل وفيات الأمهات في الدول المتقدمة أقل من 50 في 100.000 لكل ولادة حية ففي السويد والدنمارك وجد أنها 10 في 100.000 وبالمملكة المتحدة 13 وبالنسبة للدول النامية مثل الهند وبنجلاديش وجد أنها 580 وفاة لكل 100.000 ولادة حية وفي مصر 174 لكل 100.000 وليد عام 1993م. وأهم الأسباب هي النزيف وتسمم الحمل ثم حمى النفاس على التوالي.
الإنجاب المتكرر على فترات متقاربة اقل من سنتين أو أكثر من أربع سنوات
يؤثر ذلك تأثيرا بالغا على صحة الأم حيث أن السلسلة المتصلة من الحمل أو الولادة والإرضاع تقترن في كثير الأحوال بسوء التغذية حيث أن نمو الجنين وإرضاعه يكون على حساب المخزون الغذائي والطاقة المخزنة في أنسجة الأم. والاستنزاف المستمر لأنسجة الأم يؤدي إلى تدهور خطير في حالتها الصحية ويجعلها أكثر عرضة للإجهاض ومضاعفاته. ثبت بالدراسة العملية أن احتياجات النساء من عنصر الحديد مثلا ضعف احتياجات الرجال وأن أحد أسباب هذا الاحتياج المضاعف هي عمليات الإنجاب والإرضاع المتكرر.
بالنسبة للجنين
ثبت علميا أنه بعد الطفل الثالث يتناقص وزن الطفل عند الولادة أي أن الإنجاب المتكرر يؤدي إلى نسبة عالية من الأطفال ناقصي الوزن والسبب هو أن الإنجاب المتكرر يستنزف مخزون الأم من المواد الغذائية ويؤدي إلى قصور في تغذية الجنين وبالتالي في نموه. وطبعا مثل هؤلاء الأطفال ناقصي الوزن اقل قدرة على مقاومة الأمراض والبقاء على قيد الحياة وإذا قدر لهم البقاء فأنهم يصبحون اقل ذكاء وتسل قدرتهم على الاستيعاب والتحصيل والنمو.
أمراض سوء التغذية
في أطفال الأسر كثيرة العدد وما ينتج عنه كساح وهزال وفقر الدم وقلة المناعة ضد الأمراض وانتشار الإصابة بالنزلات المعوية والشعبية والذي يؤدي إلى ارتفاع النسب في وفيات الأطفال.
الأطفال حديثو الولادة
دلت الدراسات على أن من الأسباب الرئيسية للوفيات في هذه الفترة هو انخفاض وزن الطفل والإصابات التي تحدث به أثناء عملية الولادة وأن نقص التغذية في الجنين إذا ما صاحبة سوء التغذية في مرحلة الرضاعة قد يؤدي إلى الأضرار بالجهاز العصبي المركزي “المخ” ذلك الأضرار التي يستحيل إصلاحها فيما بعد. ولا شك إن الوسيلة لتفادي كل هذا هو تحسين تغذية الأمهات الحوامل واللجوء إلى وسائل تنظيم الأسرة حيث أن إطالة المدة بين كل حمل وآخر تسمح للجسم بأن يستعيد مخزونه من المواد الغذائية.
النمو البدني
تلعب العوامل الاجتماعية والاقتصادية دورا هاما عند الأطفال ولكن تعدد مرات الحمل له تأثير ووجدت الدراسات أن أوزان الأطفال وأطوالهم ومقدرتهم على الكلام تقل كلما زاد حجم الأسرة.
معدل الذكاء
وجد أن معدل الذكاء ينخفض في الأطفال ذوي الأسر الكبيرة خاصة من الطفل السادس فأكثر ووجد أن الإصابة بالتخلف العقلي تزداد كلما زاد ترتيب الطفل في الأسرة. ووجد أن الاهتمام بعدد أقل من الأطفال يزيد من فرص التعليم والعمل أمامهم والرعاية الكافية والسلوك الصحي السليم.
عمر الأم وصحة الطفل
في الحمل المبكر أقل من 20 عاما فإن احتمالات ولادة طفل ناقص العمر نزداد. ووجد أن معدل وفيات الأطفال الرضع تزداد مع الحمل المبكر أو المتأخر وتزداد الخطورة بازدياد عدد مرات الحمل وخاصة بعد الطفل الرابع وكذلك ازدياد نسبة حدوث العيوب الخلقية.