تنظيم الإنجاب لم يعد رفاهية أو قرارا لا فائدة منه بالنسبة للأسرة. بل هو أمر يلعب دورا هاما وحاسما في مدى نجاح حياة هذه الأسرة على مختلف المستويات. فتربية الطفل تحتاج إلى رعاية وعناية وجهد في صنع الشخصية وزحمة الأطفال في الأسر تجعل من المستحيل وجود الوقت والجهد أو البيئة الصالحة للإشراف الكافي على تربية أو نظافته أو تعليمه أو رعايته طبيا. وفيما يلي أهم الأسباب التي تدفعك بقوة نحو قرار تنظيم الإنجاب بما يحقق صالح أسرتك على نحو أفضل.
العلاقة بين حجم الأسرة الكبير وصحة الطفل
وجد أن انتشار الأمراض أعلى في الأسرة كبيرة العدد مثل الإسهال وأمراض الجهاز التنفسي والتهاب الإذن الوسطى والحمى الروماتيزمية بالقلب وازدياد سوء التغذية عند الأطفال، مع زيادة وفيات الجنين في فترة ما قبل الولادة وبعد الولادة.
وهذه الوفيات عالية في الحمل الأول ثم تقل في الحمل الثاني وتزداد بعد الحمل الرابع وكذلك ترتفع وفيات الأطفال الرضع.
تنظيم الإنجاب والمباعدة بين الولادات
تدل الأبحاث أن فترة الحمل أقل من 12 شهرا أو أكثر من 48 شهرا يصاحبها زيادة في نسبة الأطفال الذين يولدون ميتون ووجد أن الحمل المتلاحق يؤدي إلى ولادة مبكرة وسوء تغذية ووفيات الأطفال حديثو الولادة وأنسب فترة هي 3 – 4 سنوات بين الحمل والآخر.
تنظيم الإنجاب بالنسبة لصحة الأم
إذا أردنا أن نتعرض لتنظيم الأسرة وصحة الأم فهناك معلومات وحقائق ينبغي أن تعرفها كل سيدة وهي: ثبت أن المخاطر على حياة الأم تزداد مع كثرة الولادة المتكررة وعلى الأخص بعد الطفل الثالث. وتزداد نسبة سرطان عنق الرحم والسقوط الرحمي والمهبلي….. إلخ. أي أن العدد الأمثل للحفاظ على صحة الأم وحياتها هو ثلاثة أطفال.
الفترة العمرية للمرأة
الفترة العمرية الخطرة وهناك عمر أمثل للإنجاب وهو ما بين “20 إلى 35 عاما”. أي أن المخاطر تزداد قبل وبعد هذا السن والزواج والحمل المبكر قبل اكتمال نمو الفتاة وجهازا التكاثر وعبء الحمل والولادة مما يؤدي إلى زيادة المخاطر لها مثل تسمم الحمل والإجهاض. والإنجاب بعد 35 عاما فيصاحبه مشاكل صحية مثل فقر الدم والسكر وارتفاع ضغط الدم والعيوب الخلقية والتوارثية. ويزداد معدل وفيات الأطفال الرضع والولادة المبكرة.
فترة الحمل
فترة الحمل تعتبر فترة إجهاد وإرهاق لجميع أجهزة الجسم الحيوية للسيدة الحامل مثل القلب والكبد والكليتين. وأن تكرار هذا الإجهاد على فترات قصيرة دون فترة راحة كافية قد يؤدي إلى أمراض خطيرة.
وإزاء كل هذه الحقائق من الواضح إن الوسيلة الأساسية للإقلال من كل هذه الإخطار هي إطالة المدة بين كل حمل وآخر بحيث يتراوح من 3 – 4 سنوات. ولا سبيل إلى ذلك إلا باقتناع السيدات بضرورة الممارسة المنتظمة لوسائل تنظيم الأسرة.
خاتمة
كان ما سبق هو أهم ما يمكن الحديث عنه حول الأسباب الصحية التي تدفع نحو تنظيم الإنجاب. بالتأكيد هناك العديد من المعلومات التي لم يتسع المقال لذكرها. إلا أن ما قمنا بكتابته هنا نعتقد أنه بداية كافية لتكوين وجهة نظر جيدة عن الموضوع. وحال وجود أي سؤال أو استفسار حول الموضوع، فلا تفوت كتابة ذلك لنا من خلال التعليقات المتاحة دوما على المقال.
وأخيرا لا تنس عزيزي القارئ مشاركة ما قمنا بكتابته هنا من خلال الحسابات والصفحات التي تمتلكونها على السوشيال ميديا. بحيث يقوم بقراءته أكبر عدد ممكن من الناس. وهو ما يساعد في نشر إفادته بين قطاع عريض من المهتمين بالأمر، وخاصة أولئك المتزوجون حديثا، أو هؤلاء الذين يسعون للتخطيط لحياتهم الأسرية بشكل جيد.