الإنسان يسلك في محيطه البيئي كوحدة نفسية جسمية. وتتأثر الحالة النفسية بالحالة الجسمية والعكس صحيح. وكتوضيح على أن الانفعال يؤثر على العمليات الفسيولوجية، نجد أن انفعال الحزن يؤدي إلى انسكاب الدموع، وانفعال الغضب يؤدي إلى إسراع ضربات القلب وانفعال الخجل يؤدي إلى احمرار الوجه.
وإذا حدث أن أعيق التعبير الانفعالي وتوالي الإحباط والصراع والقمع والكبت وأزمن الانفعال، وبدأ تحويله وظهرت أعراض الاضطرابات السيكوسوماتية. وهذه الاضطرابات هي موضوع مقالنا هذا. حيث سنستعرض سويا أسبابها وكيفية علاجها.
أسباب الاضطرابات السيكوسوماتية
وفيما يلي أسباب الأضطرابات السيكوسوماتية:
1- الأمراض العضوية في الطفولة التي تزيد أحتمال تعرض أعضاء معينة من الجسم للمرض وقلق الفرد على صحته.
2- أضطرابات العلاقات بين الطفل والوالدين في عملية الغذاء والتدريب على الأخراج ونقص الأمن وفقدان الحب والخوف من الأنفصال، والحرمان، والحاجة إلى القبول، وفقر وأضطراب المناخ الأنفعالي في المنزل وسيادة جو العدوان والمشاحنات والغيرة، والخلافات الأسرية، وسوء التوافق الزواجي …. إلخ.
3- الصراع الانفعالي الطويل مثل الصراع بين الأعتماد على الغير وبين الأستقلال، والكبت الانفعالي، والعدوان المكبوت وأحزان الحقد والغيظ، والشعور الطويل بالظلم، والضغط الأنفعالي الشديد المستمر والتوتر النفسي، والأنفعال الطويل المزمن وأستدخال التوتر وتحويله داخليا وتسلطه على عضو ضعيف فيحدث إضطراب في وظيفته العادية.
ومما يؤثر عن سيدنا علي بن أبي طالب قوله: الهم يذيب الجسد، وقوله: الحزن يهدم الجسد. وقوله: الهم نصف الهرم – والخوف وعدم الشعور بالأمن. والإحباطات المتراكمة في الأسرة والعمل. والقلق الشامل المستمر وخاصة عندما يوجد حائل دون التعبير اللغوي أو النفسي الحركي عنه. والحزن العميق على وفاة عزيز أو الطلاق أو الفشل. والمطامح غير الواقعية أو غير الممكن تحقيقها. والضغوط الأجتماعية والبيئية واضطراب العلاقات الأجتماعية.
4- التجارب الجنسية الصادمة والحب المحرم وكذلك مشاعر الإثم والسخط الدائم.
5- التعرض للمواقف الحربية العنيفة.
علاج الاضطرابات السيكوسوماتية
العلاج النفسي
وهو العلاج الذي يركز على أيباب المرض، والذي يتناول النواحي الأنفعالية وحل المشكلات الشخصية وإزالة العقبات وحل الصراعات الأنفعالية وحل التنفيس الأنفعالي لإزالة القلق المزمن وإعادة الثقة في النفس وزيادة مستوى البصيرة والارتقاء بالشخصية في اتجاه النضج الانفعالي بشكل خاص.
ويفيد العلاج النفسي التدعيمي المرن الذي يهدف إلى تعديل نمط حياة المريض ونصح المريض بتجنب مواقف الأنفعال الشديد والإجهاد العقلي المتواصل وأن يأخذ الحياة هونا.
ويستخدم العلاج النفسي الجماعي مع الحالات المتشابهة الأعراض مثل السمنة والقرحة …… إلخ.
أما الاضطرابات الجنسية مثل العنة والبرود الجنسي … إلخ فهي تحتاج إلى علاج نفسي فردي.
هذا ويستخدم العلاج بالشرح والتفسير كذلك لكي يتم شرح العلاقة بين الانفعال ورد الفعل الفسيولوجي داخل الجسم، وبالتالي يتم إعادة تعليم المريض فيما يتعلق بالأفكار الخاطئة. وقد يستعان بالتنويم الإيحائي كما في حالات الربو والتهاب الجلد والقولون.
ويفيد إستخدام العلاج السلوكي كما في حالات فقد الشهية العصبي والبدانة مثلا وفي حالة وجود الاضطراب السيكوسوماتيك لدى الأطفال يوجه العلاج النفسي إلى الوالدين وخاصة الأم. بل وقد يتطلب الأمر أن يتم علاج الأسرة بأكملها في عدد من الحالات.
الإرشاد النفسي
وهذا يكون للمريض والأسرة وإرشاد الأزواج.
العلاج البيئي
وذلك العلاج يهدف إلى تخفيف الضغوط على المريض. وهذا داخل كل من الأسرة والعمل والجماعة. حيث يتم تحسين حياة المريض في هذا العلاج عبر تعديل ظروف تلك الحياة. ويستخدم في هذا النوع من العلاج أيضا العلاج بالعمل.
العلاج الطبي
لعلاج الأعراض الجسمية ففي حالة القرحة يتبع المريض نظاما معينا للأكل ويتناول الأدوية اللازمة وفي حالة البدانة يستعان بالأدوية وتنظيم الغذاء ويستخدم المسكنات والمهدائات للتخلص من التوتر والقلق، ومن أهمها كلوربرومازين chlorpromazine، وليبريوم librium، وفاليوم valium. بل وقد يستدعى الأمر التدخل الجراحي في بعض الحالات كما في حالات القرحة على سبيل المثال.
1 التعليق
[…] القوات المسلحة يلاحظ ارتفاع نسبة الاضطرابات النفسية الجسمية وأكثر الأعراض شيوعا هي تلك التي تتعلق بالجهاز الدوري […]