يمكن الحكم على درجة تحضر دولة ما بعدد ما بها من مكتبات. لا بعدد ما تملكه من سيارات، أو مصانع، أو بمراكز ذرية. والدولة التي يكثر بها عدد المكتبات، وتنتشر في مختلف أرجائها، ويكثر التردد عليها، تعد دولة متحضرة، حتى ولو كانت فقيرة. ويقاس مستوى معيشة الأسرة بعدد الكتب التي لديها، والتي يقرأها أفرادها، ويرجعون إليها، أكثر مما يكون حكمنا عليها بما تملكه من جهاز للتليفزيون وسيارة. وفيما يلي تفصيل أكثر لأهمية المكتبات في حياة الأفراد والدول مع إيضاح لأشهر المكتبات في الحضارة الإنسانية.
أهمية المكتبات والكتب
إن المكتبة الخاصة أبعد من أن تكون من الكماليات، بل هي ضرورة هامة، ولا سيما في الأسر التي لديها أطفال، إذ أن الكتب من وسائل تعليمهم، وإشباع فضولهم. وإذا كانت الكتب في متناول أيدي الأطفال، فإنهم يميلون بالغريزة لتصفحها والرجوع إليها. وبذلك فهم يتعلمون كيف يحبونها، ويقدرون فائدتها.
والكتب بصفة خاصة هي التي تعدهم لحياة المستقبل وقد أصبحت الكتب قليلة التكاليف في عصرنا الحاضر، وإذا عمل كل فرد على اقتطاع جزء بسيط من ميزانيته – ولو 3 % أو 4 % منها – ليشتري به كتبا، لأصبحت لديه بعد زمن وجيز مكتبة لا بأس بها، وعندئذ يشعر بأن بالمنزل شيئا ثمينا، يصعب الاستغناء عنه.
إن المكتبات إذن تعلم سلوك القراءة وتنميه داخل المجتمع. وهو ما يؤدي إلى نضج هذا المجتمع واتساع ثقافته. لذلك سوف يساهم هذا في رقي أفراد تلك المجتمعات. خاصة مع استيعابهم لما في تلك الكتب من أفكار ومعلومات. كذلك مع انتقائهم الواعي لها مع ارتفاع وعيهم نظرا لاتساع نطاق معارفهم.
أشهر المكتبات في العالم
مكتبة الإسكندرية
أنشأها بطليموس “حوالي 300 ق.م” لنقل الآداب اليونانية إلى مصر، وازدهرت على أيام بطليموس الثاني “285 – 246 ق.م”، وبطليموس الثالث “246 – 221 ق.م” فوسعت ونمت مجموعتها، وكانت مدونة على البردي وعلى الرقوق على شكل لفائف، وقيل إن عددها بلغ حوالي 400,000 لفافة منوعة، ونحو 90,000 لفافة مفردة أي لمصنف واحد ولمؤلف واحد.
لقد كان بالإسكندرية في العهدين اليوناني والروماني مكتبتان: الأولى المكتبة الكبرى، وكانت بالبروكيوم من أحياء الإسكندرية، والثانية المكتبة الصغرى، وكانت بمعبد السرابيوم، وتلك أنشأها بطليموس الثاني، وقد بلغت مجموعاتها حوالي 43000 من لفائف البردي”. ولما وصل يوليوس قيصر إلى الإسكندرية 48 ق.م، نشبت معركة بحرية، واشتعل حريق هائل أتلف دار صناعة السفن وما جاورها من المباني، وفيها مكتبة الإسكندرية العظمى، وبذلك فقدت الحضارة تراثا لا يمكن أن يعوض.
دار الكتب المصرية
تعد “دار الكتب المصرية” من أقدم المكتبات القومية في الوطن العربي.
وقد أنشأها علي مبارك في عام 1870 في درب الجماميز.
وفي عام 1904، انتقلت إلى مبناها بميدان أحمد ماهر “باب الخلق”.
وفي 23 يوليو 1961، وضع حجر الأساس لمبنى دار الكتب الجديدة على كورنيش النيل، وقد تم الانتهاء من إنشائها فعلا.
وقد وضعت للمبنى الجديد خطة شاملة، تستهدف تحقيق عدد من الوظائف والخدمات على ضوء المفاهيم العلمية الحديثة لدور مكتبة الدولة.
والدار في وضعها الجديد تتبع الهيئة المصرية العامة للكتاب، وتضم عدة قطاعات أساسية هامة.
خاتمة
نعتقد أنه بما قد سردنا من معلومات فإننا قد أوضحنا بذلك أهم ما يمكننا الحديث عنه بخصوص فوائد المكتبات وأهميتها في حياة المجتمعات. كما أوضحنا كذلك أشهر المكتبات العالمية التي لها بصمة جلية في تاريخ البشرية.
وحال وجود أي استفسار لا تترددوا أعزائي القراء في كتابته في التعليقات المتاحة على الموضوع حيث إننا نقوم بالرد عليه على الفور في ذات التعليقات.