لقد رأى الكثير من المتخصصين في مجال علاج ومكافحة الإدمان أنه من الضروري أن توجه عناية خاصة لعلاج المعتمدين على المسكرات والمخدرات. وذلك باعتبار أن علاج هؤلاء هو أهم الخطوات العملية الفعالة في مكافحة هذه المواد.
وهكذا قد تمت المطالبة بإنشاء عيادات طبية نفسية من قبلهم. بحيث يعمل بها أخصائيون من الأطباء في الصحة النفسية، ويعاونهم أخصائيون اجتماعيون بالإضافة أيضا إلى الدعاة الدينيون. وبذلك سوف تتوفر للعيادة الاعتبارات الطبية والاجتماعية والدينية، فتتكامل بذلك خطوات العلاج على أساس علمي حديث. وفيما يلي إيضاح كامل لدور العلاج الديني للإدمان من خلال مجموعة من النقاط سوف نسردها فيما يلي:
الداعية ودوره في العلاج الديني للإدمان
ويفضل أن يكون الداعية الذي سوف يعمل في هذا المجال ممن قد تلقوا تدريبا خاصا للعمل في العيادات النفسية ضمن فريق العلاج المتخصص في مكافحة الإدمان، حيث سوف تتلخص مسئولياته في الآتي:
1- حيث إن العيادة النفسية نجدها ملحقة بالمسجد بالفعل. فعليه يجب أن يكون المتحدث من الدعاة الدينيين باسم الفريق العلاجي يتطرق إلى كل من مشاكل الإدمان وكذلك طرق الوقاية. على أن يكون هذا في اجتماعات المسجد المختلفة حيث يشرح الداعية الآيات والأحاديث الدالة على ذلك.
2- على الداعية أيضا الاشتراك في جلسات العلاج الجماعي بحي يوضح دور البرامج اليومية الإسلامية وآثارها على الصحة النفسية.
3- يؤم المترددين في الصلوات ويحثهم على الدعاء ويفتح لهم أبواب التوبة الرجاء.
4- يعمل مع الفريق على إشاعة الصبر وتقوية الإرادة وتأكيد التصميم كوسائل وقائية وعلاجية ويتحدث عن الأمثلة التي تلقى الضوء على هذه القيم المختلفة.
تدريب الدعاة ضمن أعضاء الفريق العلاجي
إن التقدم السريع في مجال الخدمات الطبية خاصة التقدم التكنولوجي والتعقيدات المستمرة في مجال الإدمان الذي أصبح متعدد الجوانب، كل ذلك يحتم تدريبا مستمرا لأعضاء الفريق العلاجي بتزويدهم بالمعلومات والعلاجات الحديثة.
وحبذا لو تم تدريب أعضاء الفريق الأطباء والأخصائيين الاجتماعيين والممرضين ودعاة الدين جنبا إلى جنب. بحيث تعقد جلسات تدريبية خاصة لكل نوع من أنواع الفريق في الساعات الأولى من النهار.
ثم يتبعها اجتماع يضم كل أعضاء الفريق لمناقشة مشاكل مشتركة وبذلك ينال الفريق كله تدريبا خاصا وتدريبا مشتركا. وتتكون وحدة رأى تجعل الفريق يعمل يدا والحادة نحو هدف مشترك لعلاج وتأهيل المرض.
هذا ويجب أن يلم الداعية الديني كذلك بأهداف الخدمة الاجتماعية النفسية حتى تقوى طاقة تأثيره ويمكن الاعتماد عليه ليس فقط في مجال علاج الإدمان ولكن أيضا في مجال عمله الأصلي الديني.
برنامج تدريب الدعاة على العلاج الديني للإدمان
هذا ويستحسن أن يكون هذا التدريب الذي يقدم للدعاة في الأماكن التي تعني بعلاج المدمنين أو على سبيل المثال يكون من ضمن التدريب زيارات ميدانية لهذه الأماكن للجلوس والتحدث إلى محتاجي الخدمة بشكل عام.
ويجوز التدريب على الأمور الآتية:
1- المعنى العام لكل المصطلحات المتمثلة في: الصحة الجسمية والصحة النفسية والصحة الاجتماعية وأيضا الصحة الروحية.
2- التعريف بمعنى الإدمان وأعراض الانسحاب وأنواع الإدمان.
3- مشاكل الإدمان الجسمية.
4- مشاكل الإدمان الاجتماعية.
5- مشاكل الإدمان النفسية.
6- مشاكل الإدمان الأخلاقية.
7- مسئوليات الفريق العلاجي.
8- العلاج الجسمي، والنفسي والاجتماعي والديني.
9- القانون ومكافحة الإدمان.
10- دور الدين في الوقاية والعلاج.
خاتمة
كان ما سبق هو أهم ما يمكننا الحديث عنه حول العلاج الديني لحالات الإدمان المختلفة. لا تنسوا أعزائي القراء حال وجود أي استفسار لديكم حول الموضوع أن تكتبوه لنا بالتفصيل في تلك التعليقات المتاحة دوما على مقالاتنا بشكل عام بما فيها هذا المقال.
حيث إن موقعنا ينفرد بميزة الرد على مثل هذه الاستفسارات من خلال ذات التعليقات أيضا. وذلك سعيا منا لزيادة الفائدة من الموضوع، وفهمه على نحو أفضل.