يمكن القول أن القلق عرض مشترك في جميع الأمراض النفسية والعقلية، ولكن يمكن تمييزه كمرض منفصل عندما:
أولا: تخلو الأعراض من الحيل الدفاعية فالمصاب بهذا المرض يكون تحت رحمة القلق مباشرة دون دفاع فهو واع بالتوتر ومشاعر الضيق وغير قادر على التخلص منها.
وثانيا: عندما لا تظهر أعراض مميزة لاضطراب نفسي أو عقلي آخر.
فالقلق هو حالة توتر شامل ومستمر، نتيجة توقع تهديد خطر فعلي أو رمزي قد يحدث، ويصاحب هذه الحالة خوف غامض، وأعراض نفسية جسمية. وفيما يلي أهم طرق علاج هذا القلق. لكن قبلها سوف نتحدث عن بعض المعلومات الهامة عن هذا المرض. والتي تساعد معرفتها على علاجه إن شاء الله.
أسباب اضطراب القلق
يرى أدلر أن القلق النفسي ينشأ نتيجة لشعور الشخص بأنه ناقص في نظر نفسه فيزيد شعوره بعدم الأمن، ومن ثم ينشأ لديه القلق. ويشمل مفهوم القصور كل من القصور العضوي، وأيضا القصور بمعناه المعنوي الاجتماعي.
كما يرى هندرسون أن القلق النفسي ينشأ بسبب تعرض الفرد لمواقف إحباطية متكررة تؤدي إلى صراع نفسي ثم قلق.
ترى المدرسة السلوكية الجديدة، أن القلق المرضي ما هو إلا استجابة مكتسبة تنتج عن: تعرض الفرد لمواقف وظروف معينة مثل التعرض لمواقف خوف أو تهديد مع عدم التكيف الناجح معها. أي أن القلق استجابة مكتسبة، قد تنتج عن القلق العادي تحت ظروف أو مواقف معينة، ثم يتم تعميم الاستجابة.
الأعراض النفسية
من المظاهر النفسية لعصاب القلق:
• وجود حالة دائمة من الضيق والتوجس غير المحدد، مهما صارت الحياة من حول الفرد سيرا حسنا.
• التوجس الدائم يجعل الفرد بطبيعة الحال عاجزا عن تركيز انتباهه واتخاذ القرارات الرشيدة.
• أرق واضطرابات في النوم، حيث يستعرض أخطائه الحقيقية والموهومة، القريبة والبعيدة، ويتحسر على ما فات. وتأتيه أحلام مزعجة وكوابيس في منامه.
• الشعور بالإرهاق، فترى المريض يتصرف كما لو كان متعبا أو ليست لديه طاقة كافية لمواجهة المواقف.
• يبدو وكأنه مشغول بشئ ما، فهو لا ينتبه إلا إلى جزء فقط مما يدور حوله.
• الخوف الشديد، وتوقع الأذى والمصائب، وتوهم المرض.
• تبني أفكارا متطرفة، وغير واقعية والميل إلى النقد الشديد للذات.
الأعراض الجسمية الفسيولوجية
• فقد الشهية للطعام، والضعف العام ونقص الطاقة الحيوية والنشاط والمثابرة.
• شحوب وغثيان وعرق وارتجاف الأطراف، ودوار شديد.
• كثرة التبول أو اسهال واضطرابات في القولون.
• الانشغال الزائد بأمراض يوهم المريض نفسه أنه مصاب بها في حين أنه صحيح معاف.
• الاهتمام الزائد بأعضاء الجسم وأجهزته حين تضطرب اضطرابا خفيفا لا يستحق كل هذا الانزعاج.
علاج القلق
تتعدد مداخل علاج القلق بتعدد المنطلقات النظرية التي تنتمي إليها، فهناك العلاج بالتحليل النفسي، والذي ينطلق من مسلمات هذا التوجه، والتي ركزت في المقام الأول على الشعور واللاشعور، وتأثير خبرات الطفولة في شخصية الفرد، ودور الحيل الدفاعية في ظهور المرض النفسي، … وغيرها من المفاهيم.
ثم يأتي المدخل السلوكي في علاج هذا المرض وغيره من الاضطرابات النفسية، والذي ينطلق من أن السلوك المرضي متعلم، وإنه من الممكن محو السلوك المرضي وإكساب الفرد سلوكا توافقيا، وذلك بالتركيز على الحاضر “هنا والآن”، وعلى المثيرات المختلفة، وطرقة استجابة الفرد لهذه المثيرات.
وهناك أيضا المدخل المعرفي، والذي يفترض أن المرض النفسي نتيجة حتمية للأفكار والمعتقدات اللاعقلانية، وأن تصحيح الأفكار يمكن أن يساعد الفرد على التخلص من الأعراض المرضية.
وأخيرا، هناك مدخل حديث يدمج بين المدخل السلوكي والمدخل المعرفي، وهو العلاج المعرفي السلوكي، وهو ما يمكنك البحث عنه في كتب علم النفس كنموذج للعلاج النفسي للاضطرابات النفسية، ومن بينها هذا المرض الذي نتحدث عنه.
1 التعليق
[…] عدم تناول أي أدوية لعلاج القلق دون استشارة الطبيب النفسي أو دون وصفة […]