إن العلاج الجماعي النفسي يتم من خلال تقديم العون والمساندة النفسية والعلاجية لأعداد ومجموعات تتراوح ما بين 5 : 15 من المرضى وان أهم ميادين هذا النوع العلاجي قد يتم داخل المدرسة أو النادي أو مؤسسة أو شركه أو مصنع وتفيد تلك التجمعات في بعث الثقة بما يطرح الحرج عن المرضى نتيجة لإحساسهم بجماعية المشكلة وإحساسهم بأنهم جزء من كل من يعاني مما يعانوه من صراعات أو أزمات نفسية ممثله في اضطرابات الشخصية أو بعض الامراض السيكوماتية، وغيره والتي يمكن أن يخجلوا في طرحها بصورة فردية.
أما بالنسبة لاختيار المجموعة فلا بد ان يراعي بأن يكونوا متجانسين من حيث الاضطراب النفسي الذين يعانون منه، فمريض العصاب العقلي لا يوضع مع المصابين، والعلاج الجماعي يساعد الأفراد على التخلص من المخاوف المكبوتة لديهم وتحقيق الذات أما الاهتمام بالعلاج الجماعي فقد برز أكثر بعد الحرب العالمية الثانية، حيث أن ظروف الحرب قد زادت من عدد المرضى في الوقت الذي لم يكن فيه عدد كافي من الأطباء، وبعد ذلك ثبت فعالية العلاج الجماعي لما به من الأخذ والعطاء فمن خلال وجود الفرد في الجماعة وملاحظة وسماع مشاكلهم فإنه يشعر أن هناك العديد من الناس الذين يعانون مما يعاني هو منه وانه ليس الوحيد في ذلك إضافة إلى جعله عضوا من أعضاء الجماعة ويتوحد معهم وبذلك فانه يشارك مع الجماعة ويتخلص مما لديه من الشعور بالعزلة.
أنواع العلاج الجماعي
العلاج الجماعي عن طريق اللعب
ويكثر استخدامه مع الأطفال من حيث الألعاب والرسوم والأنشطة الإبداعية مما يساعد الأطفال على التحرر من انفعالاتهم وإعادة التعلم الانفعالي.
العلاج الجماعي التعليمي
يتميز بوجود محاضرات ومناقشات رسمية يلقيها المعالج أو الطبيب النفسي أو العقلي، ولكن لضعف هذا الأسلوب فأنه لا يستخدم كثيرا في الوقت الحاضر.
العلاج الجماعي بالمقابلة
وهذا يتضمن مناقشات جماعية يشارك فيها كل عضو من أعضاء المجموعة، إذا قد يستخدم الطبيب فيها إحدى مهارات العلاج الفردي كالتفسير والتحويل، ويختار الأطباء الأسلوب الذي يناسب أعضاء المجموعة، وتتراوح مدة العلاج بهذا الأسلوب ما بين “5 – 12” شهرا.
أساليب العلاج النفسي الجماعي
يرى حامد زهران إن تتنوع أساليب العلاج الجماعي حسب عدة معايير منها أعضاء الجماعة ونوع مشكلاتهم ونوع النظرية التي توجه المعالج والمكان الذي يمارس فيه العلاج وأهم تلك الأساليب:
العلاج بالتمثيل المسرحي “السيكودراما”
وهو من أساليب العلاج الجماعي القائم على نشاط المرضى والسمة الأساسية لهذا العلاج هي حرية الفعل للممثلين والتدريب على التلقائية، وهو ما يقابل التداعي الحر في التحليل النفسي ويهدف هذا النوع من العلاج إلى إعطاء فرصة للتنفيس الانفعالي وإلى تحقيق التلقائية وإدراك نمط الاستجابات الشاذة لدى المريض وإدراك الواقع وتحقيق التوافق الاجتماعي والتعلم من الخبرة كما تتضمن موضوع المسرحية مواقف تتعلق بماضي المريض وحاضره ومستقبله والمشكلات التي يواجهها في داخل الأسرة وفي نطاق العمل وقد يقوم المرضى أو المعالج بتأليف المسرحية وإخراجها، في حين يكون المتفرجون غالبا من زملاء المرضى وأفراد هيئة العلاج وبعض الزوار ويفسر المعالج ديناميات المسرحية ويستفيد منها من حيث أنها تظهر الصراع الداخلي والتي قد تنقله من مستوى اللاشعور إلى مستوى الشعور وهو ما يؤدي إلى التنفيس عن القلق وبما يبصر المريض بمشكلته بما يساعد على تعديل سلوكه.
طريقة المحاضرات والمناقشات
وهي إحدى طرق العلاج النفسي الجماعي وتتم من خلال إلقاء المحاضرات أو المناقشات وبطريقة غير مباشرة دون ذكر اسم الحالة ويتم من خلال تلك المحاضرات تناول موضوعات عامة في الصحة النفسية ذات الصلة بالمشكلة أو المشكلات التي يعاني منها الحضور في هذا النوع من الطرق وبما يسقط الحرج الشخصي للأفراد عند تناول مشكلاتهم النفسية بصورة صريحة ومباشرة وموجهه.
الأسلوب المختلط
وهو أسلوب يجمع بين طريقة العلاج بالتمثيل النفسي المسرحي أو السيكودراما وطريقة المحاضرات أو المناقشات وهو بذلك يجمع بين أهم مميزاتها وبصورة مرنه دون التقيد بطريقة واحدة ووفقا لنوع وطبيعة المشكلات النفسية التي تواجهها الجماعة.