قادة العالم يقطعون على أنفسهم التزاماً بمضاعفة الجهود الرامية إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030 .
جاء ذلك في الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة ، حيث وافق قادة العالم على إعلان سياسي جديد في إطار التغطية الصحية الشاملة :
توسيع طموحنا للصحة و الرفاهية في عالم ما بعد كوفيد
رحبت منظمة الصحة العالمية بالالتزام التاريخي في تعزيز التعاون الدولي و التنسيق و الحوكمة و الاستثمار اللازم لمنع تكرار الآثار الصحية و الاجتماعية الاقتصادية المدمرة لجائحة كوفيد-19 . بالتالي خلق عالم أفضل تأهباً للجوائح التي قد تحدث في المستقبل ، و الوصول إلى المسار الصحيح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
ورد نقلاً عن الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس ، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في ذلك الالتزام التاريخي :
إن عقد أول مؤتمر قمة لرؤساء الدول بشأن الوقاية من الجوائح و التأهب والاستجابة لها هو معلم تاريخي في المسيرة العاجلة الرامية إلى جعل جميع شعوب العالم أكثر أمانا وحمايتهم بشكل أفضل من الآثار المدمرة للجوائح
كما أضاف قائلاً :
أرحب بهذا الالتزام من جانب قادة العالم بتقديم الدعم السياسي و التوجيه اللازمين لكي تتمكن منظمة الصحة العالمية و الحكومات و جميع المعنيين بحماية صحة الناس من اتخاذ خطوات ملموسة صوب الاستثمار في القدرات المحلية وضمان الإنصاف ودعم هيكل الطوارئ الصحية العالمية الذي يحتاجه العالم
وافق السيد دينيس فرانسيس ، رئيس الدورة ال78 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، على الاعلان السياسي . و الذي جاء ثمرة للعديد من المفاوضات
وشدد على الدور المحوري الذي تلعبه منظمة الصحة العالمية باعتبارها ” السلطة التوجيهية و التنسيقية في مجال الصحة الدولية “
و قد تم الترحيب بالإعلان باعتباره حافزا حيويا للمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات كبيرة و جريئة و تعبئة الالتزامات السياسية والاستثمارات المالية اللازمة . لتحقيق هدف التغطية الصحية الشاملة لأهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
وأكد على ضرورة ” الالتزام بزيادة التمويل المستدام الذي يوفر تمويلا كافيا و يمكن التنبؤ به لمنظمة الصحة العالمية، لتمكينها من الحصول على الموارد اللازمة لأداء وظيفتها الأساسية “
إن إلحاح الإعلان واضح حيث أن أكثر من نصف سكان العالم لم يكونوا مشمولين بالكامل بالخدمات الصحية الأساسية في عام 2021. و قد عانى مليارا شخص من صعوبات مالية و دفعهم إلى الفقر فقط في محاولة للحصول على الرعاية الصحية الأساسية. و هي حقيقة صارخة تتمثل في اتساع أوجه عدم المساواة الصحية.
أعرب الدكتور تيدروس قائلاً :
يجب أن تكون التجربة التي عاشها الأشخاص الذين عانوا من جائحة كوفيد-19 حاضرةً في أذهاننا للمضي قدما من أجل بلوغ الوجهة الواضحة التي رسمها قادة العالم
استطرد قائلاً : يجب أن نتعلم كيفية حماية مجتمعاتنا بشكل أفضل و تمكينها لتكون جزءا من الحل و إشراكها و إعلامها بشكل مباشر . فنحن بحاجة إلى بناء نُظم رعاية سريرية أقوى على حفظ الأرواح . بالتالي تحقيق ذلك الأمر يتطلب اتخاذ إجراءات ملموسة لضمان تطبيق إلى التدابير الطبية المضادة، والتمويل المستدام و الكافي .كما ينبغي تأهيل و تدريب العاملين الصحيين الأقوياء و تجهيزهم على أكمل وجه .
لقد أظهرت الآثار المدمرة لكوفيد-19 لماذا يحتاج العالم إلى نهج أكثر تعاوناً وتماسكاً وإنصافاً للوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها أضاف قائلاً
فيما أكّد تيدروس أن الحكومات و متعددي الأطراف باشروا بالفعل إرساء ركائز عالم أكثر طمأنينة من خلال إنشاء صندوق مكافحة الجوائح، ومركز منظمة الصحة العالمية . و ذلك لتحليل المعلومات عن الجوائح و الأوبئة و المجمع البيولوجي لمنظمة الصحة العالمية لتقاسم المواد البيولوجية .
و مع ذلك ،فإن الإعلان السياسي الذي اعتُمد يوم الأربعاء يدعو إلى زيادة تعزيز هيكل الطوارئ الصحية العالمية لحماية العالم بشكل أفضل من تكرار حدوث جائحة مثل كوفيد-19.
النقاط المطلوبة التي أقرّ الإعلان السياسي بضرورة القيام بها في الالتزام التاريخي :
- اختتام المفاوضات المتعلقة بوضع اتفاقية أو اتفاق أو صك دولي آخر لمنظمة الصحة العالمية بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها . الذي يعرف باسم الاتفاق بشأن الجوائح . و مواصلة العمل على إدخال تعديلات محددة الأهداف على اللوائح الصحية الدولية بحلول أيار/مايو 2024؛
- تماشيا مع الاتفاق بشأن الجوائح، ضمان الوصول المستدام التكلفة و العادل و المنصف و الفعال والكفء إلى التدابير الطبية المضادة . بما في ذلك اللقاحات ووسائل التشخيص والعلاجات وغيرها من المنتجات الصحية؛
- اتخاذ تدابير لمواجهة المعلومات المضللة والمعلومات الخاطئة وخطاب الكراهية والوصم في مجال الصحة. لا سيما على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ومعالجة آثارها السلبية على الصحة البدنية والنفسية للناس . بما في ذلك مكافحة التردد في تلقي اللقاح في سياق الوقاية من الجوائح والتأهب لها والاستجابة لها أيضاً . من ثم تعزيز الثقة في نظم وسلطات الصحة العامة، بوسائل تشمل زيادة التثقيف والتعليم والتوعية في مجال الصحة العامة . بالتالي الاعتراف بأن المشاركة الفعالة لأصحاب المصلحة تتطلب التوعية والوصول إلى المعلومات والدقيقة والقائمة على الأدلة في الوقت المناسب، بما في ذلك من خلال استخدام أدوات الصحة الرقمية؛
- حماية مجتمعاتنا من خلال الاستثمار في الرعاية الصحية الأولية وغيرها من تدابير النظام الصحي، كجزء من الالتزام بالتغطية الصحية الشاملة، وذلك لضمان إرساء نُظم صحية وطنية متينة قادرة على الاستجابة للجوائح في المستقبل؛
- الاستثمار في ضمان تقوية منظمة الصحة العالمية إلى المستوى اللازم للاضطلاع بدورها في التصدي لأخطار الجوائح. فالتمويل المستدام لمنظمة الصحة العالمية والنظم الصحية الوطنية ضروري لجعل العالم أكثر أماناً؛
تعزيز القوى العاملة الصحية وقدرات الاستجابة السريعة، ونظم الترصد والتموين، وقدرات التصنيع المحلية . لتمكين جميع البلدان من تلبية احتياجاتها الخاصة في مجال الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها.
- توسيع نطاق قدرات النظام الصحي للتصدي لتهديدات الجوائح في البلدان المنخفضة الدخل والشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة الدخل، ولا سيما في جميع أنحاء أفريقيا؛
- التصدي للمعلومات المضللة والمعلومات الخاطئة وخطاب الكراهية والوصم في مجال الصحة . لا سيما على منصات التواصل الاجتماعي، ومعالجة آثارها السلبية على الصحة البدنية والنفسية للناس . ذلك من أجل تعزيز الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها ، وتعزيز الثقة في نظم وسلطات الصحة العامة
- الاستفادة من إمكانات المنظومة المتعددة الأطراف وتوسيع نطاق النهج المتعدد القطاعات اللازم لتحسين الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها، نظراً لتعدد أوجه أسباب الجوائح وعواقبها، دعماً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
و عقب موافقة رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة على الإعلان السياسي بالالتزام التاريخي
أدلى قادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ببيانات بشأن الأهمية الحاسمة للوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها . والحاجة إلى هيكل قوي ومنسق وشامل لمواجهة الطوارئ الصحية العالمية.